الخميس، 2 مارس 2017

لماذا ذكر في سورة الرحمن : (عَلَّمَ الْقُرْآنَ) قبل (خَلَقَ الْإِنسَانَ) ،  ؟

لماذا ذكر في سورة الرحمن : (عَلَّمَ الْقُرْآنَ) قبل (خَلَقَ الْإِنسَانَ) ، ؟

لماذا ذكر في سورة الرحمن : (عَلَّمَ الْقُرْآنَ) قبل (خَلَقَ الْإِنسَانَ) ، ؟

سبب تقديم قوله تعالى في سورة الرحمن (عَلَّمَ الْقُرْآنَ) على قوله (خَلَقَ الْإِنسَانَ)


 لماذا ذكر في سورة الرحمن : (عَلَّمَ الْقُرْآنَ) قبل (خَلَقَ الْإِنسَانَ)  وعلمه لمن؟  

ومما جاء في الجواب عن هذا قولهم:
" هذه السورة العظيمة من سور القرآن الكريم يتعرف الله سبحانه وتعالى إلى خلقه بنعمه عليهم ، وآلائه التي ملأت أرجاء السماء والأرض ، يذكرهم بها عبوديتهم له عز وجل ، ويلزمهم طاعته وابتغاء مرضاته .
ولما كان القرآن الكريم النعمة الكبرى والآية العظمى التي أنزلت على الإنسانية جمعاء ، بدأ بها عز وجل ، وقدمها على كل شيء ، حتى على خلق الإنسان نفسه ، ليوحي بذلك إلى الغاية التي خلق الإنسان من أجلها ، وهي معرفة وحي الله والالتزام به ، فلا يشتغل الإنسان بالخلق عن الخالق ، ولا بالوسيلة عن المقصد .
وذكر الله تعالى خلق الإنسان بعد ذِكْر تعليم القرآن ليبين أن الإنسان هو المقصود بتعليم القرآن .
قال الله تعالى : ( الرَّحْمَنُ . عَلَّمَ الْقُرْآنَ . خَلَقَ الإنْسَانَ . عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) الرحمن/1-4.
قال أبو حيان الأندلسي رحمه الله :
"ولما عدّد نعمه تعالى ، بدأ مِن نِعَمه بما هو أعلى رتبها ، وهو تعليم القرآن ، إذ هو عماد الدين ونجاة من استمسك به.
ولما ذكر تعليم القرآن ولم يذكر المعلَّم ، ذكره بعد في قوله : (خَلَقَ الإنْسَانَ) ، ليُعلم أنه المقصود بالتعليم" انتهى .
                                                                       "البحر المحيط" (10/187) .

وقال ، رحمه الله :
"ثم أتبع سبحانه نعمة تعليم القرآن بخلق الإنسان فقال تعالى : (خَلَقَ الإنْسَانَ) ؛ لأن أصل النعم عليه ، وإنما قدم ما قدم منها لأنه أعظمها ، وقيل : لأنه مشير إلى الغاية من خلق الإنسان ، وهو كماله في قوة العلم ، والغاية متقدمة على ذي الغاية ذِهْنًا ، وإن كان الأمر بالعكس خارجا" انتهى .
                                                                     "روح المعاني" (27/99)  .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
" وبدأ الله تعالى بتعليم القرآن قبل خلق الإنسان إشارة إلى أن نعمة الله علينا بتعليم القرآن أشد وأبلغ من نعمته بخلق الإنسان ، وإلا من المعلوم أن خلق الإنسان سابقٌ على تعليم القرآن ، لكن لما كان تعليم القرآن أعظمَ مِنَّةٍ من الله عز وجل على العبد قدمه على خلقه " انتهى .
                                                         "لقاءات الباب المفتوح" (رقم/188) .
                               انتهى من موقع الاسلام سؤال وجواب. 

وقال العلامة راتب النابلسي:
 الآية الأولى في سورة الرحمن وهي قوله تعالى:
﴿ الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)﴾
 قد يتساءل الإنسان، الرحمن، علم القرآن، خلق الإنسان علمه القرآن ثم خلقه، هذا الترتيب لا يقبل العقل ! إلا أن علماء التفسير قالوا: قُدم تعليم القرآن على خلق الإنسان تقديم رتبياً، لا تقديماً زمنياً، لأن الله سبحانه وتعالى أراد من هذا التقديم أن يبين لنا أن وجود الإنسان، لا معنى له من دون منهجاً يسير عليه.
 الإنسان بلا منهج، بيهمه ! دابة متفلتة ! من دون منهج، لأن الله أودع فيه الشهوات، والشهوات تدفعه إلى حركة عدوانية، إلى أن يأخذ ما ليس له، إلى أن يعتدي على أعراض الناس، إلى أن يأخذ أموالهم، إلى أن يستكبر، يتغطرس، يستعلي، كل الصفات المذمومة سببها كائنٌ وضعت فيه شهوات، رفض المنهج الذي شرع له، فتحرك وفق شهوته، فلذلك قدم الله تعليم القرآن على خلق الإنسان ليبن لنا أن وجود الإنسان أصلاً لا قيمة له ولا معنى له من دون منهج يسير عليه.
 


﴿الرحمن، علم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان﴾
لماذا علمه البيان ؟ ليتعرف إلى الرحمن، ليطلب العلم، علمه البيان ليعرف، وليُعرف، يعني أخطر ما يتميز به الإنسان هذا البيان الإنسان يتكلم، يعبر عن أفكاره، وعن مشاعره تعبيراً شفهياً وكتابياً ويتلقى أفكار الآخرين، ومشاعرهم، قراءةً أو سماعاً.
 ...، البيان شيء رائع جداً، تعبر عن كل حاجاتك، وعن كل أفكارك، وعن كل مشاعرك، تعبيراً بكلمات قليلة، تصل إلى أهداف كبيرة، . 

عن موقع موسوعة النابلسي للعلوم الاسلامية.
والحمد لله رب العالمين



جميع الحقوق محفوظة ل العلم النافع 2016